تابعونا على فيسبوك

مشاركة موريتانيا في القمة الإفريقية-الأوروبية: حضور دبلوماسي فاعل وتعزيز لروابط الجالية

اثنين, 24/11/2025 - 20:30

شهدت العاصمة الأنغولية لواندا انعقاد القمة الإفريقية-الأوروبية في أجواء اتسمت بالبحث الجاد عن شراكات جديدة ورؤى مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار في القارتين. وقد كانت مشاركة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إحدى أبرز المحطات الدبلوماسية في هذا المحفل الدولي، لما عكسته من حضور وازن لموريتانيا، ومن قدرة على إيصال صوتها في القضايا الاستراتيجية التي تهم القارة الإفريقية وشركاءها الأوروبيين.

 

فجاءت مشاركة الرئيس غزواني امتدادًا لنهج سياسي يركز على بناء الشراكات المتوازنة وتعزيز موقع موريتانيا في محيطها الإقليمي والدولي. فقد حرص الرئيس، خلال جلسات القمة واللقاءات الهامشية، على التأكيد على خصوصية المقاربة الموريتانية في مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والتنمية المحلية، وإدارة الثروات الطبيعية، إضافة إلى الدور المحوري الذي تلعبه موريتانيا في منظومة الساحل.

 

 

وقد لاقت هذه المواقف ترحيبًا من الشركاء الأفارقة والأوروبيين، نظرًا لكونها مبنية على تجارب عملية ونجاحات ملموسة حققتها البلاد في السنوات الأخيرة.

 

وعلى هامش القمة، عقد فخامة الرئيس لقاءً وديًا وحواريًا مع أفراد الجالية الموريتانية في أنغولا، وهو لقاء حمل دلالات رمزية وعملية مهمة. فقد أكد الرئيس خلاله حرص الدولة على رعاية مصالح الجاليات أينما كانت، والاستماع إلى احتياجاتها، وحل مشاكلها بما يضمن حفظ حقوقها وصون كرامتها.

كما شكل اللقاء فرصة لأبناء الجالية للتعبير عن تقديرهم للخطوات التي اتخذتها الحكومة لتحسين أوضاعهم، ولطرح قضاياهم في إطار من الشفافية والمسؤولية. وقد كان التفاعل المباشر بين الرئيس والجالية مؤشرًا واضحًا على توجه الرئيس الرامي إلى تعزيز جسور الثقة بين الدولة ومواطنيها في الخارج.

 

لا يمكن الحديث عن نجاح هذه الزيارة دون الإشادة بالدور البارز الذي لعبه سعادة السفير الموريتاني في أنغولا، السيد محمد ولد مكحله الذي عمل بحسب المتابعين على تهيئة الظروف المثالية لبرنامج الزيارة، سواء من خلال التنسيق البروتوكولي والدبلوماسي، أو عبر حرصه على ضمان نجاح لقاء الرئيس مع الجالية.

 

وقد ظهر جليًا أن السفير بذل جهودًا كبيرة لتأمين حضور مشرف لموريتانيا، وترتيب اللقاءات، وتسهيل مشاركة الوفد الرسمي في القمة. كما شكلت مبادرة جمع أفراد الجالية وتنظيم الحوار معهم دليلاً على فعالية العمل الدبلوماسي وتكامله مع توجيهات القيادة العليا.

 

فجاءت مشاركة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في القمة الإفريقية-الأوروبية بأنغولا لتؤكد مرة أخرى مكانة موريتانيا المتصاعدة على الساحة الدولية، وقدرتها على طرح رؤى واقعية لتعزيز التعاون بين القارتين. كما أبرزت الزيارة أهمية الجاليات في السياسة الخارجية للدولة، والدور الحيوي الذي تلعبه السفارات في تجسيد هذه السياسة على أرض الواقع.

 

إنها محطة دبلوماسية ناجحة بكل المقاييس، تعكس صورة دولة تعمل بثقة، وتتحرك برؤية، وتؤمن بأن قوتها الحقيقية تكمن في حضورها الإقليمي والدولي المسؤول.

 

فالدبلوماسية الناجحة تمثل رافعة أساسية لبناء جسور الثقة بين الدول، وتعزيز الشراكات، وحماية المصالح الوطنية. فحيثما تعمل الدبلوماسية بمهارة، تُفتح الأبواب وتُحل الأزمات وتُصنع الفرص.

اتصل بنا

هاتف : 26004443 - 32755522    البريد الإلكتروني : ‫[email protected]